التعليم المدمج : دليل تعريفي مفصل
تتنوع تقنيات واستراتيجيات التعليم بتنوع الوسائل والمصادر المتاحة. وتختلف جودة التعليم من منطقة إلى أخرى حسب نوع الإمكانيات والجهود المبذولة للتطوير. ولعل التعليم المدمج يعتبر من أهم ما تسعى الأنظمة التعليمية لتعميمه وتيسيره في الآونة الأخيرة. فما هو تعريف مفهوم التعليم المدمج؟ وماهي خصائصه ومميزاته، وما الهدف منه؟ وما هي متطلباته ووسائله وغير ذلك من مواضيع مرتبطة به… هذا ما سنحاول الإجابة عنه من خلال هذا المقال .
مدخل
أصبح الانتشار الكبير لاستخدام التقنيات الحديثة في كافة المجالات، من أبرز مقومات الحياة في هذا العصر، الذي تميز بالانفجار المعرفي وثورة المعلومات والابتكارات التكنولوجية؛ مما جعل المهتمين بميدان التربية والتعليم يرون ضرورة ملحة لإعادة النظر في النظام التربوي لتحتل فيه التكنولوجيا الحديثة مكانتها، ولتسهم في تزويد المتعلمين بقدر من المعرفة والمهارات الضرورية التي تنمي تفكيرهم، وتساعدهم في معالجة المعرفة العلمية المتزايدة.
وأشار كافي (2009) إلى أنه لتحقيق الاستفادة المثلى من عصر التكنولوجيا في التعليم، ظهر ما يسمى بالتعلم الإلكتروني. وهو مصطلح يجمع مجالات التعلم من خلال الإنترنت، والتدريب من خلال الويب، والتدريس باستخدام التكنولوجيا. وعلى الرغم من تعدد إيجابيات التعلم الإلكتروني، إلا أنه كغيره من أنظمة التعلم، لا يخلو من السلبيات التي تحد من فاعليته، لعل من أهمها وجود فاصل مكاني بين كل من المعلم والمتعلم من جهة، وبين المتعلمين بعضهم البعض من جهة أخرى؛ ما يجعله يفتقر إلى التواصل المباشر، والتفاعل الحقيقي الذي من المفترض أن يحدث بين جميع عناصر العملية التعليمية التعلمية ككل.
النشأة
ويذكر مرعي والحيلة (2016) أنه من واجبات الأنظمة التعليمية العمل على بناء الشخصية المتكاملة للمتعلمين التي تمكنهم من إيجاد التوازن الحقيقي، ما بين ذواتهم وما بين عوالمهم المحيطة بهم، ونظرا لصعوبة تحقيق ذلك كله عبر المعدات التقنية، وبوجود الحواجز المكانية؛ ظهر ما يدعى (Blended Learning) أو التعلم المدمج، محاوِلا تلافي سلبيات التكنولوجيا، وتوجيهها الوجهة الصحيحة التي تزيد من فاعليتها، ودمجها الفاعل والمتوازن مع التعليم الاعتيادي؛ لزيادة كفاءته وتحسين مخرجاته.
فالتعلم المدمج (Blended Learning) لا يقتصر فقط على استخدام التكنولوجيا، بل هو بمثابة إعادة تصميم لكافة أركان العملية التعليمية، وما يتضمنه ذلك من إعادة هيكلة دور كل من المتعلم والمعلم، بل والموقف التعليمي ككل، على اعتبار أن التعلم الإلكتروني مهما بلغ من أهمية، لا يمكنه أن يحل محل التعليم الاعتيادي الذي يبقى له البصمة الأولى، والأثر الأكبر مهما تنوعت وتبدلت طرائق التعلم الحديث.
لذلك فالتعلم المدمج (Blended Learning) قائم على تعظيم إيجابيات التعليم الاعتيادي والتعلم الإلكتروني معا، محاولا تلافي سلبيات كل منهما (الشرمان (2016.)).
تعريف
تعريف التعليم المدمج: يعد مفهوم التعلم المدمج من المفاهيم الحديثة في التعليم؛ ولذلك تنوعت وتعددت تعريفاته. حيث إن الأدبيات قدمت العديد من التعريفات المختلفة له، إلا أنها اجتمعت في العموم على أنه عبارة عن خلط أو مزج بين الطرق التقليدية في التعليم وبين التعلم الإلكتروني.
وهكذا نجــد أن هنــاك مســميات عديــدة لهــذا النـوع مــن التعلــيم منهــا مــا يــصفه بـالتعليم المــزيج، التعلــيم الخلــيط، التعلــيم المتمــازج والممـزوج، التعلـيم الثنـائي، التعلـيم التـوليفي (أو المؤلف)، التعلـيم التكـاملي، التعلـيم المخلـوط، (التعليم متعدد المداخل، التعليم الهجين) أو التعلـيم المـدمج (أبـو ريـش، 2013:13)، ويرجـع سـبب تعـدد المسـميات لهـذا النـوع مـن التعلـيم كما أسلفنا إلـى اخـتلاف وجهـات النظـر حـول طبيعـة التعلـيم المـدمج ونوعـه.
ويصف لينا (2004). Lynna, J التعليم المدمج بأنه العملية التي يقوم بها المعلمون باستخدام الحاسوب إضافة إلى الأساليب الصفية الاعتيادية؛ لتقديم المعرفة العلمية للطلبة.
كما يعرفه ميلهيم (2006″:44) بأنه: “التعليم الذي يمزج بين خصائص كل من التعليم الصفي والتعليم عبر الإنترنت في نموذج متكامل، يستفيد من أقصى التقنيات المتاحة لكل منهما”.
ويرى بلومفيلد (2016). Bloomfield. G أن التعلم المدمج هو خليط من التعلم باستخدام الحاسوب، مع التعليم الاعتيادي بشكل متزامن ومخطط له بدقة، وبطريقة متطورة، بقصد توفير محتوى علمي جاهز لإيصاله للطالب بصورة سهلة وسريعة وواضحة.
بينما يعرف كل من (أبو موسى والصوص، 2014.) التعليم المدمج بأنه ذاك التعليم الذي يمزج ما بين التعليم الإلكتروني والتعليم الاعتيادي، وهو التعليم المبني على الاتصال بشبكة الإنترنت والتعليم وجها لوجه، وهو التعليم القائم على الاتصال المتزامن والاتصال اللا متزامن.
وعلـى العمـوم، هنـاك شـبه اتفـاق علـى أن التعلـيم (المـدمج) هـو خلـط أو مـزج بـين التعلـيم الإلكتروني والتعلـيم التقليـدي، ويكـون هـذا الخلـط عـن طريـق توظيـف أدوات التعلـيم التقليـدي وطرائقه مع أدوات التعليم الإلكتروني توظيفاً صحيحاً وفقا لمتطلبات الموقف التعليمي (عبد المعاطي، والمخيني،2012: 2).
خصائص ومميزات التعليم المدمج
للتعليم المدمج العديد من الخصائص والمميزات، وضح كل من (بدر الخان،2005)، (سلامة ،2005)، (زيتون، 2005 (، (Milheim, 2006)،) عماشة، 2008)، أهمها فيما يلي:
- إكساب المتعلمين مهارات التعامل مع تقنيات المعلومات والاتصالات، وتنمية مهاراتهم في البحث عن المعلومات وانتقائها ومعالجتها ومن ثم تخزينها؛
- مراعاة الفروق الفردية، نظراً لما يتميز به من ثراء تربوي يركز على الدمج بين الممارسات التربوية والأنماط المختلفة، المبنية على النظريات المعرفية، والبنائية، والسلوكية، لتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة، بحيث تبدو في تنوع ومرونة تصميم وتقديم المحتوى التعليمي بصورة شاملة ومتكاملة؛
- تحقيق التكامل للخبرات التعليمية المكتسبة من التعلم داخل الصف، مع الخبرات المكتسبة من التعلم الإلكتروني والاستفادة من أدواته؛
- يمكن المتعلم من التعلم بمفرده تعلما ذاتياً، وذلك لما يوفّره التعليم المدمج من استحداث ممارسات تعليمية، تعمل على تحسين فعالية التعليم وزيادة كفاءته، عن طريق توفير مصادر تعلم مستقلة تعتمد على الذات والتفاعل الإيجابي للمتعلم؛
- تعزيز الجوانب الإنسانية والتفاعل الاجتماعي، بين المتعلمين فيما بينهم، وبين المعلمين أنفسهم، وذلك لما يتميز به من الجمع بين مزايا التعلم الإلكتروني من استثمار الأدوات والوسائل التقنية، والتعلم الصفي (التقليدي)، من التعبير والمشاركة والمواجهة داخل الصف، فهو أكثر من نموذج في نموذج واحد؛
- توفير بيئة تعلم وتدريب تفاعلية ومستمرة، مع تنوع وتعدد مصادر التعلم؛
- التوفير في تكلفة المقررات والوقت المبذول في إنتاجها حيث يحقق هذا الدمج في استراتيجيات التعليم المعادلة الاقتصادية التي تجمع بين قلة التكلفة وزيادة العائد.
مميزات وخصائص إضافية
كما أشار كل من (جانا فيفادونا، لوسي روليكفا، 2014) و(خالد موخالى، 2012) إلى أن التعليم المدمج يتمتع بمجوعة من المميزات والخصائص، نختصرها فيما يلي:
- زيادة فاعلية التعليم؛
- تنوع وسائل المعرفة؛
- تحقيق التعلم النشط للمتعلمين؛
- تحقيق التفاعل أثناء التعليم؛
- المرونة التعليمية؛
- إتقان المهارات العملية؛
- توفير الممارسة والتدريب في بيئة التعليم؛
- يحقق الرضا عن التعليم؛
- مصداقية التقييم.
وأضاف الشرمان (2016) أن التعلم المدمج جاء ليكون بمثابة حلقة الوصل ما بين كل من التعليم الاعتيادي والتعلم الإلكتروني، ليمتلك بذلك مميزات عديدة تفوق مميزات كل من هذين الأخيرين، فيما لو تم أخذ كل منهما على حدة، ومن هذه المميزات عدم حصره ضمن حدود الغرفة الصفية، واستمراريته إلى ما بعدها، لتحقيق استمرارية فاعليته حتى بوجود عدد هائل من المتعلمين، وذلك لبقائه على تواصل مع متعلميه حتى بعد انتهاء الدروس الصفية، ومن أعظم إيجابياته تناوله لجانب من جوانب تفريد التعلم؛ ليتمثل التحدي الحقيقي بإمكانية المفاضلة لاختيار أنسب الطرق والاستراتيجيات وأكثرها مواءمة مع أهداف كل موقف تعليمي على حدة.
ويتضح مما سبق أن التعليم المدمج يتصف بالجمع بين مميزات كل من التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي وجها لوجه بالمؤسسات التعليمية، ومن أهم مميزاته زيادة فاعلية التعليم، وتنوع وسائل المعرفة ووفرة الأنشطة والبدائل، وتحقيق التعلم النشط للمتعلمين، والمرونة التعليمية لسهولة إيصاله وتطبيقه في مختلف الأماكن والبيئات وفق إمكاناتها، ويتسم بالتفاعل وإتقان المهارات العملية، وتوفير الممارسة والتدريب في بيئة التعليم، ويحقق الرضا عن التعليم لكلا الطرفين الطالب والمعلم، كما يتسم بدرجة كبيرة من مصداقية التقييم.
ما الهدف من التعليم المدمج ؟
إن ظـاهرة التعليم المدمج تــــهدف إلى التغلب على العزلة الاجتماعية والملل الذي يعاني منه الطلاب نتيجة لاستخدام التعليم الإلكتروني لمـــدة طـــويلة من الزمن، وذلك بــدمجه مع التـــعليم الاعتيادي التقليدي داخـــل قاعـــات الفصل الدراسي، وعليه فإنه أســـلوب تعـــلم إيـــجابي وبناء يستمتع الطلاب فيه لكونـــهم محور عمــلية التــعلم، بما يلـــبي احتيــــاجاتهم للـــمحتوى التــــعليمي بعيداً عن روتين التعليم التقليدي الاعتيادي، وهو العنـــصر الرئيس لنـــشر ثقــافة التعـــليم المــدمج كمـــولد للتــــجديد ومصدر للحلول الابتكارية ( الغريب, 95,2009 ).
متطلبات ووسائل التعليم المدمج
يتطلب التعليم المدمج الذي يدمج بين التعلم التقليدي والإلكتروني، توفر عدة وسائل ومتطلبات ضرورية لضمان نجاح التعلم المدمج على مستوى عمليتي التعليم والتعلم معا، وهي:
- متطلبات تقنية: ومنها توفير عدد كاف من أجهزة الحاسوب بمواصفات حديثة، وتكون موصولة بالإنترنت، ومزودة بكاميرا رقمية وسماعات وبرمجيات التأليف. إضافة إلى توفير برامج التقييم الإلكتروني، وتوفير الفصول الافتراضية بجانب الفصول التقليدية، بحيث يكمل كل منهما الآخر.
- متطلبات بشرية: تمثل قطبي العملية التعليمية وهما الطالب والمعلم، ولكل منهما طبيعة خاصة في ظل التعلم المدمج. ودور كل منهما لا يقل أهمية عن الآخر لإنجاح هذا النوع من التعلم؛ فالمدرس هو الميسر والموجه ومقدم التغذية الراجعة للمتعلمين، والمتعلم يشارك بشكل فعال في العملية التعليمية التعلمية، لذا يجب أن تتوافر لديه المهارات اللازمة لاستخدام الحاسوب الآلي، والبرمجيات التعليمية.
- المواد التعليمية: وتنقسم إلى مواد تعليمية مطبوعة؛ تشمل الكتب المدرسية، وكراسات التدريبات، والاختبارات الورقية، والنشرات. ومواد تعليمية مرئية ومسموعة؛ وتشمل قاعدة عريضة من المواد التعليمية مثل الصور الثابتة والمتحركة، ومقاطع الفيديو. (السيد، 2011:19)
ومن أهم عوامل نجاح التعليم المدمج، نجد:
- التواصل والإرشاد بين المتعلم والمعلم؛
- العمل التعاوني على شكل فريق؛
- التشجيع والتغذية الراجعة؛
- الاختبارات التكوينية والنهائية المرنة؛
- إشراك الطلاب في اختيار الدمج المناسب بين أنماط التعليم المختلفة؛
- وجود وسيلة اتصال سريعة ومتاحة طوال الوقت بين المتعلمين والمعلمين للإرشاد والتوجيه؛
- السماح للمشاركين في التعليم المدمج بتلقي الرسالة الواحدة من مصادر مختلفة وفي صور متعددة على مدار الوقت، بمعنى تعدد البدائل ومصادر التعلم على الخط المباشر؛
- معلم ذو مواصفات خاصة لديه القدرة على الجمع والدمج المتكامل بين التدريس التقليدي والإلكتروني، وعلى تصميم الاختبارات الإلكترونية واستخدام الوسائط المتعددة وتقنيات التعليم الحديثة، وخلق روح المشاركة والتفاعل داخل الفصل، مع استيعاب الهدف من التعليم.
الأساليب المستخدمة في التعليم المدمج
أخذ شكل الاستخدام الأولي للتعليم المدمج، الربط اليسير بين التدريب في الفصل الدراسي التقليدي وأنشطة التعلم الإلكتروني، وقد تطور المصطلح ليشمل مجموعة أساليب متنوعة من إستراتيجيات التعلم، وقد يضم برنامج التعليم المدمج واحدا أو أكثر من الأساليب على النحو الآتي:
دمج التعلم الذاتي، self-paced والتعلم التعاوني الفوري: live collaborative
ويشمل التعلم الذاتي أو التعلم بالسرعة الذاتية، عمليات التعلم الفردي والتعلم عند الطلب، والتي تتم بناء على حاجة المتدرب ووفق السرعة التي تناسبه. أما التعلم التعاوني في المقابل، فيتضمن اتصالا أكثر حيوية بين المتدربين، يؤدي إلى مشاركة المعرفة والخبرة، ومن أمثلة هذا الدمج مراجعة بعض المواد والأدبيات المهمة حول منتج جديد، ثم مناقشة تطبيقات ذلك في عمل المتدرب من خلال التواصل الفوري باستخدام شبكات المعلومات.
الدمج بين التعليم الشبكي online والتعليم غير الشبكي offline
حيث تضم خبرات التعلم المدمج، أنماط التعلم الشبكي online learning وغير الشبكي. ويتم التعلم الشبكي عادة من خلال تقنيات الإنترنت والإنترانت، أما التعلم غير الشبكي، فهو يتم في المواقف التعليمية الصفية التقليدية، مثل البرامج التي تتطلب بحثا في المصادر باستخدام الشبكة العنكبوتية web ، ودراسة المواد المتاحة من خلالها، وذلك أثناء جلسات تدريبية واقعية في الفصول الدراسية وبإشراف عضو هيئة التدريس.
دمج المحتوى الخاص المعد حسب الحاجة والمحتوى الجاهز:
المحتوى الجاهز هو المحتوى الشامل أو العام الذي تهمله المؤسسات التربوية، ومع أن كلفة شراء أو توفير مثل هذا المحتوى تكون في العادة أقل بكثير، وتكون قيمة إنتاجه أعلى من المحتوى الخاص الذي يعد ذاتيا، فإن المحتوى العام ذا السرعة الذاتية يمكن تكييفه وتهيئته من خلال دمج عدد من الخبرات (الصفية أو الشبكية).
دمج الكتاب التعليمي التقليدي مع الصفحات الإلكترونية :
ومن خلال هذا النظام، يتم المزاوجة بين الكتاب المدرسي وبين الكتاب الإلكتروني أو صفحات الإنترنت الإلكترونية. فيستطيع المتعلم مدارسة الكتاب الورقي ومعاودة القراءة والاطلاع، وكذلك متابعة صفحات الإنترنت المدعمة بالصوت والصورة والحركة والأشكال والألوان، من أجل تدعيم التعليم وصقله من جميع جوانبه.
دمج التعليم النظامي بالتعليم غير النظامي:
من خلال هذا النظام يتم الدمج بين التعليم النظامي بالإنترنت والتعليم التقليدي المباشر وجها لوجه، والتعليم غير النظامي من خلال الدخول على مواقع تعليمية أخرى عبر الإنترنت، مدعمة للموضوعات الدراسية، وكذلك من خلال التفاعل الحي الفعلي مع المعلم ومع الزملاء.
استراتيجيات التعليم المدمج
تعد استراتيجيات التعليم المدمج المختلفة، أحد أهم الدعامات التي يمكن توظيفها وفق أهداف محددة وواضحة من تطوير عمليات التعليم والتعلم ومخرجاتها الكمية والنوعية وتحديثها، من خلال البحث في أنماط وأساليب جديدة، لمواجهة العديد من التحديات التي تواجه العملية التعليمية. فكيف يكون التعليم المدمج؟
يرى كل من روزيت وآخرين، (Rossett& others,2003)، أن توظيف التعلم المدمج في العملية التعليمية التعلمية، يتم وفق أربع استراتيجيات، تختلف حسب مقدار توظيف كل من التعلم الإلكتروني والتعلم التقليدي، وتتحدد كما يلي:
الاستراتيجية الأولى:
يتم فيها تعليم وتعلم درس معين أو أكثر، في المقرر الدراسي، من خلال أساليب التعليم الصفي المعتادة، وتعليم أو تعلم درس آخر أو أكثر، بأدوات التعليم الإلكتروني. ويتم تقويم الطلاب ختامياً بأي من وسائل التقويم العادية أو الإلكترونية.
الاستراتيجية الثانية:
يتشارك فيها التعليم الصفي والتعليم الإلكتروني تبادلياً في تعليم الدرس الواحد، إلا أن البداية تكون للتعليم الصفي أولاً، يليه التعليم الإلكتروني، ويتم تقويم الطلاب ختامياً بأي من وسائل التقويم العادية أو الإلكترونية.
الاستراتيجية الثالثة:
يتشارك فيها التعليم الصفي والتعليم الإلكتروني تبادلياً في تعليم الدرس الواحد، غير أن بداية التعليم تتم بأسلوب التعليم الإلكتروني، ويعقبه التعليم الصفي، ويتم تقويم الطلاب ختامياً بأي من وسائل التقويم العادية أو الإلكترونية.
الاستراتيجية الرابعة:
يتشارك فيها التعليم الصفي والتعليم الإلكتروني تبادلياً في تعليم الدرس الواحد، بحيث يتم التناوب بين أسلوب التعليم الإلكتروني، والتعليم الصفي أكثر من مرة للدرس الواحد، ويتم تقويم الطلاب ختاماً بأي من وسائل التقويم العادية أو الإلكترونية.
ولا يتم اختيار أي من تلك الاستراتيجيات لتعليم موضوع ما بشكل عشوائي، بل يتم في ضوء تقدير المعلم لعدد من العوامل، أهمها: طبيعة المحتوى، وخصائص الطلاب، ومدى توافر أدوات التعليم الإلكتروني، وإمكانية استخدامها وقت الدرس، بالإضافة لخصائص المعلم وقدراته.
معوقات التعليم المدمج
كشف تطبيق التعليم المدمج واستخدامه في التعليم عن بعض المعوقات والصعوبات، التي من شأنها إعاقة توسع استخدامه في مراحل التعليم العام؛ وتقليل جودة العملية التعليمية التعلمية.
ويواجه هذا النوع من التعليم، بعض الصعوبات؛ منها صعوبات مادية تتعلق بتهيئة الأجهزة والمواد والوسائل والأدوات، وتجهيز القاعات بالأجهزة التكنولوجية الحديثة لتسهيل استخدام هذا النوع من التعليم، وهناك صعوبات بشرية تتعلق بأعضاء هيئة التدريس ومدى قدرتهم واستعدادهم واتجاههم لاستخدام هذا النوع من التعليم والارتقاء به، إضافة إلى الإداريين ومدى استعدادهم لتوفير البيئة المناسبة لتطبيق هذا النوع غير المألوف من التعليم.
ويشير النحيف وحسن (245 :2013) إلى أن للتعلم المدمج معوقات عدة، من أبرزها:
- عدم النظر بجدية إلى موضوع التعلم المدمج باعتباره استراتيجية جديدة تسعى لتطوير العملية التعليمية وتحسين نواتج التعلم.
- صعوبة التحول من طريقة التعلم التقليدية التي تقوم على الإلقاء بالنسبة للمدرس، واستذكار المعلومات بالنسبة للطلاب، إلى طريقة تعلم حديثة.
- مشكلة اللغة: فغالبية البرامج والأدوات وضعت باللغة الإنجليزية، وهو ما يشكل عائقاً أمام بعض الطلاب للتعامل معها بسهولة ويسر.
- المعوقات البشرية والمادية: كعدم توفر الخدمات الفنية في المختبرات، وغياب برامج التأهيل والتدريب للطلاب بصورة عامة. ونقص الحواسيب والبرمجيات وشبكة الإنترنت، وارتفاع أسعارها نوعاً ما.
- المقررات الدراسية: والتي ما يزال أغلبها مطبوعة ورقياً، لذا ينبغي تحويلها إلى ملفات إلكترونية ليسهل التعامل معها.
- عدم كفاءة أجهزة الطلاب التي يتدربون عليها في منازلهم. وصعوبات التقويم، ونظام المراقبة، والتصحيح، والغياب.
وهنا يذكر هاريمان (Harriman.2004) أن التعليم المدمج يواجه معوقات وصعوبات عدة، ترتبط أساسا بتوزيع الأدوار والمسؤوليات، وتحقيق التوقعات المرجوة منه، وكيفية إدارة النظام التربوي، وتصميم بيئة التعليم المدمج.
صعوبات أخرى
وأضاف إسماعيل (أ /2009: 98)، صعوبات أخرى تمثلت في: محدودية الوقت لتطبيق التعليم المدمج، وضعف مهارات الطلبة الإلكترونية، والتكلفة المادية المرتفعة مقارنة بالتعليم التقليدي، وبطء اتصالات الإنترنت؛ مما يعطل سير العملية التعليمية، وعدم قدرة عضو هيئة التدريس على متابعة الطلبة ذوي الحركة المفرطة أثناء تنفيذ أنشطة التعلم الإلكتروني، فضلاً عن عدم تواجده في الوقت الذي يريده الطالب للمساعدة، كما أشار إلى عدم تحمس المعلمين بالمؤسسات التعليمية، وتحفظهم على استخدام التعليم المدمج.
ومن جهته أكد ميلهيم (Milheim,2006) على وجود ضغط واقع على المعلم في الرد على العديد من الرسائل الخاصة بالطلبة، وبعض الصعوبات والمعوقات الخاصة بالاتصال بالعديد من الطلبة الذين يطرحون السؤال نفسه.
ونبه والترز (Walters,2008) إلى أن الافتقار إلى السلاسة في الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم المدمج يشكل معوقا كبيرا في تطبيق التعليم المدمج.
ويرجع حمدان (2009:1) ذلك إلى أن المتتبع للتعليم المدمج يرى أنه”: تعليم قائم على أسس ومبادئ، ويهتم بعناصر ومكونات البرنامج التعليمي كافة، ويحتاج إلى بيئة متكاملة تتوفر فيها قنوات الاتصال الرقمية، والتفاعل بين الطلاب والمدرسين؛ من خلال تبادل الخبرات التربوية، والآراء، والمناقشات، والحوارات الهادفة، فإذا ما اختلت بعض من هذه الأمور أدى ذلك إلى ظهور معوقات وصعوبات”.
مقارنة بين التعليم المدمج والتعليم التقليدي
ما الفرق إذن بين التعليم المدمج والتعليم التقليدي؟
التعليم التقليدي هو ذاك الأسلوب التعليمي القائم على التلقين واكتساب المعلومات والمعارف وحفظها عن ظهر قلب. إنه التعليم الاعتيادي والمتزامن وجها لوجه في الفصول الدراسية بين المعلم وطلابه، والذي يقع فيه العبء الأكبر على المعلم كناقل للمعرفة، بينما يبقى دور المتعلم سلبيا إلى حد كبير باعتباره مجرد متلق.
وهنا يظهر التعليم المدمج كاستراتيجية تعلم حديثة تساعد المتعلم على بناء علمه بنفسه، ليصبح قادرا على الاحتفاظ بتعلمه وتوظيفه في مواقف تعلم جديدة. استراتيجية تنتقل بالعملية التربوية، من حالة التمركز حول المعلم إلى التمركز حول المتعلم بوصفه مركز العملية التعليمية التعلمية.
وهذا التحول لا يعني بأي شكل من الأشكال تحجيم دور المعلم، بل هو تعظيم وارتقاء وتطوير لدوره، فهو الموجه للعملية التعليمية، يقودها بحكمة ودقة، ويديرها نحو وجهتها الصحيحة، لذا فهو بحاجة لتطوير نفسه بشكل دائم، لمواكبة المستجدات المتتالية من حوله، مما يجعل من دوره أكثر حيوية وشموًلا. فمن ضمن أدواره الحديثة، أن يجعل من غرفة صفه بيئة تعليمية تعلمية تتصف بالحيوية والديناميكية، ليكون فيها المتعلم هو محور هذه العملية، وأن يقوم بتوظيف مهارات تدريسية متنوعة تتناسب واحتياجات المتعلمين، بالإضافة لدوره بتطوير فهم عملي لتكنولوجيا التعلم، مع الإبقاء على تركيزه على دوره التعليمي الشخصي الخاص لما له من أهمية كبرى في إنجاح العملية التعليمية ككل (استيتية وسرحان، 2007.)
علاقة التعليم المدمج بالتعليم التقليدي
ويعد التعليم المدمج مكملا لطرق وأساليب عمليتي التعليم والتعلم العادية، إذ أن تقنية المعلومات ليست هدفاً أو غاية بحد ذاتها، بل هي وسيلة لتوصيل المعرفة وتحقيق الأغراض المعروفة من التعليم والتربية، وهي تساعد المتعلم وتعده لمواجهة متطلبات الحياة، التي أصبحت تعتمد بشكل أو بآخر على تقنية المعلومات. ولهذا يدمج هذا الأسلوب مع التدريس التقليدي المعتاد فيكون داعما له، بصورة سهلة وسريعة وواضحة. ولن يكون استخدام التعليم المدمج ناجحا إذا افتقر لعوامل أساسية من عناصر تتوفر في التعليم التقليدي الحالي.
فالتعليم التقليدي يحقق الكثير من المهام بصورة غير مباشرة أو غير مرئية، حيث يشكل الحضور الجماعي للطلاب أمراً هاما، يعزز أهمية العمل المشترك، ويغرس قيما تربوية بصورة غير مباشرة، إضافة إلى أن الاتصال مع النصوص المكتوبة هام جدا، إذ يدفع إلى التفكير بعمق في النصوص التي يتم التعامل بها.
ما هي سلبيات وإيجابيات التعليم المدمج؟
السلبيات
رغم ما يتميز به التعليم المدمج من خصائص ومميزات إلا أنه قد يعرف بعض السلبيات، لعل من أبرزها ما يلي:
- التعلم المدمج يجعل المعلمين يغرقون في العمل:
حيث هناك قدر كبير من العمل الإضافي للمعلمين المشاركين في جميع مراحل التعلم المدمج. إذ يستوجب التعلم المدمج توسيع آفاقهم واختيار المنهج الأنسب، وتطبيق المزيد من الوقت والجهد لإيجاد التوازن الصحيح بين التعلم عبر الإنترنت والتعلم وجهًا لوجه، مع ما يحتاجه ذلك من الحماس، والطاقة، والالتزام بالانتقال من النظرية إلى واقع تطوير حلول تعليمية حقيقية تعتمد على تلبية احتياجات الطلاب، ما قد يسبب الإرهاق للمعلمين.
- زيادة الحمل المعرفي على الطلاب:
فمع مجموعة كبيرة من الاحتمالات التي يوفرها نموذج التعلم المدمج، قد يبدأ المعلمون في المبالغة في الأنشطة التعليمية والمحتوى المعرفي، ما قد يعرض الطلاب لحمل معرفي متزايد.
- عدم مصداقية المصادر وموثوقية المحتوى:
قد يؤدي عدم وجود بيئة تعليمية رقمية آمنة، إلى مزيد من النهل من مصادر رقمية عبر الإنترنت قد تضم عددا من الموارد غير الموثوقة، أو تقدم حقائق خاطئة، أو تم إساءة تفسيرها.
الإيجابيات
بينما لخص قاسم (2015) إيجابيات استخدام التعليم المدمج على الطالب في أنها تساعد على:
التعلّم الفّعال : إذ تسمح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للطلبة، سواء أكانوا فرادى أم في مجموعات صغيرة، أن يشتقوا البيانات ويفسروها، وأن يرصدوا المعلومات ويحلّلوها.
مركزية الطالب : حيث يمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأنماط متعددة من المتعلمين لتسمح لهم بحرية الاختيار والاستقلالية. فبعض المتعلمين سمعيون، وبعضهم الآخر بصريون، وآخرون يتعلمون أسرع باستخدام لوحة المفاتيح (الحاسوب) أكثر من استخدام الورقة والقلم. ويمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتعبير عن الأفكار من خلال كتابة القصة والرسم والعمليات الحسابية والبرمجة. وتتيح البرمجيات التربوية للطلبة العمل بسرعات متفاوتة.
نمذجة المواقف الحياتية الحقيقية ومحاكاتها : فيستطيع المعلمون والمتعلّمون، باستخدام البرمجيات التربوية، أن يتعرفوا مواقف حياتية بطريقة أكثر ديناميكية من التي تسمح بها الكتب التقليدية. فعلى سبيل المثال، يستطيع الطلبة استخدام الإنترنت لعمل رحلة افتراضية إلى الكواكب. وباستخدام الكتب الإلكترونية سيكون لدى الطالب القدرة على محاكاة المواقف الموجودة في النصوص.
التعلّم القائم على المصادر : لقد أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مصدرا آخر من المصادر الجديدة لدى الطلبة والمعلمين إضافة إلى المصادر المتوافرة. وذكر عطية (2009) أن التعلم المدمج يوفر فرصا أكبر لربط المواد التعليمية مع بعضها البعض، ودمجها معا لتصبح وحدة واحدة مترابطة، مما يسهل من عملية تعلمها، وذلك من خلال تركيزها على تعلم الحقائق أكثر من المفاهيم؛ لأن المفاهيم أوسع بمدلولاتها وكذلك بعلاقاتها وروابطها، مما يتطلب الاستناد على أُسس جديدة عند تطوير المناهج، لكي تمكن المتعلمين من تحقيق فهم أفضل لما يتعلمونه، بحيث يحقق تعلمهم المعنى والقيمة والفائدة المرجوة منه.
مستقبل التعليم المدمج
للتعلم المدمج أهمية كبيرة في إنجاح وتعزيز العملية التعليمية، حيث جمع بين مزايا التعلم الإلكتروني ومزايا التعلم التقليدي، وذلك باكتساب المعارف من التعلم وجها لوجه، واستخدام منصات التعلم الإلكترونية لتوصيل المحتوى الإلكتروني وحل الأنشطة والتمارين، والتشارك والتفاعل والتواصل بين المعلم والمتعلم والمحتوى، فهو يقوم على مبدأ تحمل الطالب مسؤولية تعلمه، وبهذا فهو يزيد الدافعية نحو التعلم وينمي الاتجاهات الإيجابية. وأشار (سعود العنزي ،2013) بأنه فتح آفاقا جديدة للعملية التعليمية، حيث جمع بين مزايا التعلم الإلكتروني ومزايا التعلم التقليدي، أي أنه مزج بين بيئات التعلم الإلكترونية وبيئات التعلم التقليدية في نموذج متكامل، وأدى إلى زيادة الاهتمام بضرورة إعادة النظر في المقررات الدراسية لتواكب المتطلبات الحديثة في مجتمع الاتصالات والمعلومات. كما أكد (Driscoll & Carliner,2005) إلى أن استخدام التعلم المدمج له فعالية في العملية التعليمية، ويؤثر بصورة أكبر على المتعلم، ويتحكم المتعلم بالوقت والمكان والسرعة في إنجاز المهام، ويدفع إلى التعلم المستمر مدى الحياة، ويزيد من دافعيته نحو التعلم ويحقق التنمية المستدامة.
وفي محاولة للإجابة عن السؤال: هل التعليم المدمج له مستقبل؟ لابد من الإشارة إلى أن التوجه الأكثر انتشارا في الدول المتقدمة هو دمج التعلم الإلكتروني بجميع أشكاله وأنواعه في عمليتي التعليم والتعلم؛ لذلك فمن المحتمل أن يكون نموذج التعليم المدمج هو النموذج السائد الأكثر شيوعا عالميا في المنظومات التربوية، فقد أكدت نتائج كثير من الدراسات أهمية التعلم المدمج في العملية التعليمية لعلاج مشكلة التحصيل، وقلة الدافعية.
الخاتمة:
إن استخدام الأساليب الحديثة في التدريس، والمتمركزة حول الطالب، بجعله محورا للعملية التعليمية، يمكن هذا الطالب من مسايرة التطور في عالم المعرفة. ويعد التعلم المدمج (Blended Learning) أحد الإستراتيجيات التعليمية التي حازت على اهتمام عدد كبير من التربويين، والتي تضمن مزيجا من التدريس المباشر في قاعة الدرس، والتواصل من خلال الحاسوب والوسائل التكنولوجية، بالإضافة إلى التعلم الذاتي. فالتعلم المدمج (Blended Learning) مبني على التكامل بين نمطي التعليم الاعتيادي والتعليم الإلكتروني، والجمع بين مزايا كل منهما.
وقد أصبح استخدام التعلم المدمج في المدارس، والتعرف إلى أساليبه ومكوناته والأسس التي يقوم عليها، وتصميم المواقف التعليمية الخاصة به من الأمور التي على المربين الاهتمام بها. كما أن على المنظومات التربوية تهيئة الظروف المناسبة لمزاولة هذه الإستراتيجية من قبل أعضاء هيئة التدريس. بتزويد قاعات الدرس بأجهزة الحاسوب، والداتاشو، والألواح الذكية (Smart Bords) والتغلب على المعوقات المادية والبشرية والتكنولوجية التي قد تحول دون الإرساء الأمثل لهذه الاستراتيجية.
المصادر:
- المجالي، وفاء بشير فلاح (2019.) درجة استخدام استراتيجية التعلم المدمج لدى معلمي المرحلة الأساسية في لواء وادي السير. رسالة استكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في التربية تخصص المناهج وطرق التدريس. كلية العلوم التربوية، جامعة الشرق الأوسط، عمان، الأردن؛
- الشرمان، عاطف أبوحميد (2016.) التعلم المدمج والتعلم المعكوس. عمان: دار وائل للنشر والتوزيعْ؛ كافي، مصطفى يوسف (2009.) التعلم الإلكتروني في عصر الاقتصاد المعرفي. دمشق: دار رسلان للنشر والتوزيع؛
- مرعي، توفيق أحمد والحيلة، محمد محمود (2016.) المناهج التربوية الحديثة. مفاهيمها-عناصرها- أسسها، عملياتها. ط ،13عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع؛
- أبو موسى، مفيد أحمد والصوص، سمير عبد السلام. (2014التعلم المدمج (المتمازج) بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني. عمان: الأكاديميون للنشر والتوزيع؛
- استيتية، دلال ملحس وسرحان، عمر موسى (2007.) تكنولوجيا التعليم والتعلم الإلكتروني. عمان: دار وائل للنشر؛
- إسماعيل، الغريب زاهر (أ / 2009.) التعليم الإلكتروني من التطبيق إلى الاحتراف. القاهرة: عالم الكتب؛
- عطية، محسن علي (2009.) الجودة الشاملة والجديد في التدريس. عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع؛
تتمة المصادر:
- حمدان، محمد سعيد (2009.) التعليم المدمج(المتمازج). blended Learningالشبكة العربية للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد. مقال منشور، مجلة آفاق، (44)،1.
- الخان، بدر. (2005.) استراتيجيات التعلم الإلكتروني. ترجمة: الموسوي وآخرون. شعاع للنشر والعلوم. عمان؛
- قاسم، أمجد (2015م)، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودورها في التعلّم والتعليم، آفاق علمية وتربوية؛
- زيتون، حسن حسين. (2005.) رؤية جديدة في التعليم “التعلم الإلكتروني: المفهوم -التطبيق- التقييم. الدار الصولتية للتربية للنشر والتوزيع. الرياض. السعودية؛
- السيد، محمد السيد. أثر اختلاف نمط التعليم المدمج على تنمية التحصيل ومهارات التفاعل الإلكتروني. مجلة دراسات فى التعليم الجامعى. العدد الثالث والثلاثون 2012؛
- السيد، يسري مصطفى (2011.) اتجاهات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الخليجية نحو التعلم المدمج في التدريس “مجلة الجامعة الخليجية: قسم التربية (3)؛
- الغريب، زاهر اسماعيل (2009) التعليم الإلكتروني من التطبيق الى الاحتراف والجودة. القاهرة. عالم الكتب؛
- الطائي، طارق موفق سحري. “واقع استخدام التعليم المدمج في تدريس مادة الفيزياء في المرحلة الثانوية من وجهة نظر مدرسيها في مدينة الموصل”. مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية، المجلد ،17العدد (4،) لسنة 2021؛
- سعود العنزي (2013.) أثر استخدام التعلم المدمج على تحصيل طالب الصف الأول الثانوي في الاجتماعيات واتجاهاتهم نحوه، مجلة كلية التربية. جامعه الازهر، العدد (154،) الجزء (1)؛
- سلامة، حسن علي. (2006.) التعلم الخليط التطور الطبيعي للتعلم الإلكتروني. المجلة التربوية. كلية التربية بسوهاج. جامعة جنوب الوادي. ع (22.) يناير؛
- عماشه، محمد عبده راغب. (2008.) التعليم الإلكتروني المدمج والمعلوماتية. وزارة التربية والتعليم. السعودية. ع (21)؛
- النحيف، مجدي يوسف وحسن هشام حسين (2013.) فاعلية استخدام استراتيجية التعلم المدمج في تدريس مقررات التصميم بقسم الطباعة والنشر والتغليف بجامعة حلوان. مجلة علوم وفنون -دراسات وبحوث؛
- المواضية، رضا سلامة والزعبي، طلال عبد الله. اتجاهات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية نحو التعليم المدمج والصعوبات التي تواجههم في تطبيقه. مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية –المجلد العشرون – العدد الأول , 2020.
المصادر الأجنبية:
- https://doi.org/10.12816/0055670
- Bloomfield. G. (2016). Senior Secondary School Students Engagement within a blended Learning Course ،an exploratory case study. A thesis presented in partial fulfillment of the requirement for the degree of master of Education in E- Learning . at Massy University Palmerston North. New Zealand .
- Driscoll, M., Carliner, S. (2005). Advanced Web-Based Training Strategies: Unlocking Instructionally Sound Online Learning, John Wiley and Sons, Inc., San Francisco.
- Harriman, G. (2004). What is Blended Learning ? E-Learning Resources. Retrieved March 21st, 2013 from: http://www.grayharriman.com
- Harrison, M. (2003). Blended learning II : Blended learning In Practice, Available at :
http://www.epic.co.uk/Content/Resources/White_Papers/Epic_Wht
p_blended_Practice_180703.pdf
- Lynna, J. (2004). Ausburn Course Design Elements most Valued by Adult Learners in An American Perspective Educational Media International Vol. (41) No (4) PP 327-337.
- Milheim, D. (2006). Strategies for the Design and Delivery of Blended Learning Courses, Educational Technology, Vol.46, No. 6
- Rossett, A., Felicia D., Rebecca V, F. (2003). Strategies for Building Blended Learning. Learning Circuits-ASTD’s Online Magazine All About E-Learning.
- Walters, Beverley. MA, (2008) . Blended Learning – Classroom with On-line. Retrieved March 23rd, 2013 from: http://calsca.com/Writings/walters_blended_learning.htm